السبت، 31 أكتوبر 2015

اللغة الشفوية :


ترتبط اللغة الشفوية بالعمليات النفسية النمائية ارتباطاً شديدا. ً فلا يمكن للغة أن تتطور عند الطفل بدون المتطلبات المعرفية من انتباه وتذكر وإدراك. ومعروف بشكل واضح الصلة الوثيقة ما بين التطور اللغوي والتطور العقلي والعلميات العقلية.والقدرة على التواصل باللغة الرمزية شفاها وكتابة مهارة أساسية في حياة المجتمعات الإنسانية وديمومتها وعنصر أساسي في تكوين إنسانية الإنسان وإرتباط الوسط الاجتماعي فهي بهذه الصفة إحدى اعظم إنجازات المجتمعات البشرية حتى لقد ذهب بعض الفلاسفة إلى تعريف الأنسان إنه حيوان ناطق وتعد اللغة الشفوية المنطوقة أولى وسائل تواصل الكائن البشري الرمزية بالعالم المحيط به فضلا عن أنها الأكثر إستخداما في عمليات التواصل وبعد وصول الطفل الى مستوى معين من النضج في اللغة الشفوية شرطاً ضروريا لاكتساب اللغة المكتوبة بل لعلها هذا المستوى من النضج  في نظر كثير من الدارسين من أكثر المتنبئات صدقا بالمستوى تقدم الطفل في القراءة . فما ان يدخل الطفل المدرسة في السادسة من العمر أو حولها حتى يكون قد أتقن الكثير من المهارات اللازمة للتعامل الشفوي مع أبناء لغته الوطنية، أذ يكون قد اكتسب ذخيرة مناسبة من مفردات العربية يستعملها في جمل استعمالاً مقبولًا للتعبير عن ذاته من جهة وفهم ما يقوله الآخرون من جهة أخرى فترة قادر على أن يطرح أسئلة  وي يجيب عن أسئلة ويتفاعل مع المناقشات التي تجري في إطار أسرته أو مع أقرانه.هناك تفسيرات مختلفة حول تطور اللغة :
 الاتجاه الفطري: اللغة تتطور بشكل طبيعي كعملية المشي السلوكيون: هي سلوك لفظي و بناء عليه تتطور و تنمو من خلال المؤثرات البيئية كغيرها من السلوكيات ، فالطفل يتعلم الكلام عن طريق التقليد و التعزيز.
 نظرية بلوم: اللغة تنمو وتتطور من خلال التفاعل التام فيما بين قدرات الطفل المعرفية و الخبرات البيئة.عندما ينضج الاطفال من الناحية العصبية فأنهم ينضجون في النواحي الادراكية و المعرفية و تنمو لغتهم الداخلية و المنطوقة.
تطور اللغة:يمر معظم الاطفال في 5 مراحل اثناء نمو النطق:1_الاصوات الانعكاسية و التي يتم فيها الصراخ و نفخ الهواء الانعكاسي من الرئتين .
2_ المناغاة: تظهر في الاسبوع 6 او 7 من عمر الطفل.3_اللالية او اعادة الاصوات او اعادة الصوت الذي سمعة الطفل او اصدر. يعزز الطفل من خلال سماعة لصوته الذاتي و شعوره بالإحساس الجسمي للنشاط الشفهي.
4_ تطور النطق: يبدأ الطفل بتقليد الاصوات التي يصدرها الاخرون تظهر في الشهر 9- 105_ النطق الحقيقي: و تبدأ من الاسبوع  12- 18 و يبدأ الطفل باستخدام انماط الاصوات و الكلمات عن قصد  .
الوقفي ، 2011: 329
أشكال اللغة:توجد أربعة اشكال للنظام اللغوي تنطلق من محور يتنظمها  ويكامل بينها جميعا ويواثق صلابتها ببعضها البعض بالاستماع ،والكلام ،والقراءة ،والكتابة.
وتشير الملاحظات الواقعية إلى أن المهارات الشفوية للاستماع والكلام تبدأ في التطور قبل غيريها ولهذا فإنه يطلق عليها النظام اللغوي الأولى ، بينما تلي ذلك  مهارات القراءة ثم الكتابة وتسمى النظام اللغوي الثانوي ويمكن تعليل تأخر مهارات القراءة والكتابة بكون الفرد فيها يتعامل مع رموز لرموز ، ذلك أننا الفرد يتعامل في اللغة الشفوية برمز لفكرة او لخبرة مادية ، اما الكلمة المكتوبة فهي رمز لرمز آخر هو الكلمة الشفوية .ويمكن المواءمة بين ما سبقت الاشارة اليه من لغة استقبالية  و لغة تعبيرية وبين اشكال اللغة ، فمهارات القراءة مهارات استقبالية بصفاتها تغذي الجهاز العصبي بالمعلومات ، أما مهارات الكلام والكتابة فمهارات تعبيرية أو انتاجية حيث تتولد الأفكار في الدماغ وترسل خارجه .ويظهر ان هذه المهارات اللغوية تنمو بشكل تدريجي مع نوم الانسان ، فهو يبدأ بالاستماع ثم الكلام ثم القراءة وأخيرا الكتابة لأن كلا منها يحتاج مهارات فرعية جسمية وعقلية اعقد من التي قبلها . وقد يكون هذا هو السبب من الناحية التاريخية الذي جعل أنظمة اللغة الشفوية من استماع وكلام تظهر في الحضارة الإنسانية قبل اختراع الرموز الهجائية واستعمالها في القراءة والكتابة ، حتى أن بعض اللغات حتى هذه الأيام ماتزال تقتصر على مهارات اللغة الشفوية .
الوقفي ، 2011: 333

اكتساب اللغة الشفوية وصعوباتها:تتطور اللغة الشفوية مع تطور الفرد ويترقى مستوى لغته الشفوية مع ترقي مداركه وتوسع معارفه العامة . ويمتاز التطور اللغوي بكونه تطوراً متسارعًا في مراحل النمو المبكرة لاهميته في التعبير عن حاجات الطفل واتصاله مع الاخرين . على أن ثمة من الأطفال من يواجه صعوبات تحول دون تطوره تطوراً سوياً في لغته ويصعب عليه اكتساب اللغة كما يكتسبها اقرانه . وقد ظهرت على هذا الصعيد عدة نظريات عن كيفية اكتساب اللغة .

الوقفي ، 2011: 339،340
تمثلت صعوبات النمو اللغوي عند الاطفال في مشكلات تتعلق بعلم اصوات الكلام و بناء الجملة وتركيبها وعلو دلالات الالفاظ و تطورها و النفعية و كذلك المحتوى و الشكل و الاستخدامو يمكن تصنيف اضطرابات اللغة الشفوية في:
.1 اللغة الاستقبالية الشفهية.
.2 اللغة الداخلية أو التكاملية.
.3 اللغة التعبيرية الشفهية.
أولاً – صعوبات اللغة الشفوية الاستقبالية:
يواجه الأطفال الذين يعانون من صعوبات في اللغة الاستقبالية مشكلات في فهم المعنى. فهم يتمكنون من سماع الأصوات، ولكنهم لا يتمكنون من فهم معناها، وهذا ما يدعى بالحبسة الاستقبالية، أو الحبسة الحسية، أو ما يسمى بالصمم اللفظي. وبقدر ما تكون الصعوبة أشد بقدر ما يتعذر على الطفل الاستجابة والقدرة على التعبير. والمثال التالي يبين مدى خطورة هذه المشكلة عند الأطفال: أحضر طفل يبلغ من العمر خمس سنوات إلى العيادة لمعالجة النطق والكلام. وقد اعتقد الأهل بأنه لا يستجيب للكلام الشفهي لأنه أصم. ومع أن التخطيط السمعي أشار إلى أنه قادر على السمع فإن مشكلته كانت تتمثل في عدم القدرة على فهم ما يقال. وفي الوقت نفسه فإن الطفل قد استجاب للإشارات والأوامر الحركية. وكان ينزع للاستجابة بشكل حركي، فعند سماعه لعبارة “تعال إلى هنا” لا يقوم بأي استجابة، ولكن إشارة اليد التي تحمل المعنى جعلته يقوم باستجابة فورية. وبالتالي الاستجابات الحركية تطورت لديه كنظام بسبب عدم قدرته على تفسير اللغة وفهمها. وبسبب عدم فهمه للغة لم يستطيع الكلام.                 
لقد أشارت الفحوص النفسية المعرفية إلى أن مستواه العقلي وفق اختبارات الذكاء يقع في المدى العادي. وبالتالي فهذا الطفل يعاني من صعوبة في اللغة الاستقبالية.
السرطاوي، 1988 : 225
ثانياً – صعوبة اللغة الداخلية التكاملية:
المقصود باللغة التكاملية أنها التي تفسر الأصوات. وترابط الخبرات اللغوية بعضها ببعضها الآخر ربطاً يقوم على فهم العلاقات السببية وعلاقات التشابه والتقارب والاختلاف. تبدأ هذه اللغة في مرحلة الطفولة المبكرة على شكل لغة داخلية. ويستدل على هذه اللغة عندما يبدأ الأطفال بالوصول إلى استنتاجات منطقية خلال اللعب والنشاطات اليومية. ثم تتطور هذه المرحلة لتصبح مرحلة يأخذ الكلام فيها بالحديث عن نفسه، حيث يتم تصنيف الأشياء لفظياً، ويستخدم التشبيهات والأقوال المتناسبة مع السياق العام للنشاط.

إن الأطفال الذين يعانون من صعوبات في اللغة التكاملية قد يفهمون اللغة الاستقبالية، لكن يتعذر عليهم ربط ما سمعوه مع خبراتهم السابقة. فعندما تعرض مجموعة من الأشياء على الطفل مثل حذاء، جوارب، كرة، مضرب، فقد يربط بين هذه الأشياء بصرياً، ولكن إذا تم سؤاله ماذا يتناسب مع المضرب يتعذر عليه القول بأنها الكرة، أو ما يتناسب مع الحذاء، يتعذر عليه الاستجابة بلفظ الجوارب. فيكون الطفل بحالة لا يستطيع معها تحديد العلاقات الموجودة بين الأشياء. من الدراسات التي أجريت على صعوبات اللغة التكاملية، الدراسة التي أجراها “لوك” وآخرون حيث قاموا بتسجيل الاستجابات اللغوية ل 237 طفلٍ تم وضعهم في فصول خاصة باللغة وصعوباتها. وقد استنتج “لوك” وآخرون أن أكبر عجز يعاني منه الأطفال يتعلق بعملية الترابط والتكامل.السرطاوي، 1988 : 226

ثالثاً – صعوبات اللغة التعبيرية:
تظهر هذه الصعوبة عدم قدرة الطفل على التعبير عن نفسه شفهياً. فهناك من الأطفال خلال نموهم لا يتمكنون من الكلام بالصورة العادية، فهم أشبه بالصم والبكم، ويتعذر عليهم إطلاق اللفظ مقروناً بالتعبيرات الانفعالية، على الرغم من أنهم يفهمون ما يقال لهم.
*لقد حدد “جونسون” نمطين اثنين لصعوبات اللغة التعبيرية، هما:
^ النمط الأول: صعوبة اختيار واسترجاع الكلمات. وقد يعزى ذلك إلى صعوبة في الذاكرة السمعية، أو إعادة ما تم سماعه.^ النمط الثاني: صعوبة في بناء الجمل وتركيبها، حيث يستطيع هؤلاء الأطفال استخدام كلمات منفردة وعبارات قصيرة، ولكنهم يواجهون صعوبة في بناء جملة كاملة. ويتصف كلامهم بحذف بعض الحروف أو إبدالها أو تشويهها.

رابعاً – صعوبات اللغة الكلية :
في هذه الحالة يواجه الطفل صعوبات في كل من اللغة الاستقبالية واللغة التعبيرية واللغة المختلطة “استقبالية وتعبيرية”. وهي أشد حالات الصعوبة اللغوية. فالطفل لا يستطيع أن يستقبل الأصوات ولا يفهمها.
السرطاوي، 1988 : 229






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق